في شيء من الدنيا، والسلطان أولى بالملك مني، وما كان له فهو لي، فأسألك قبول ذلك، وللسلطان أن يقيم به من شاء، فالتفت السلطان اليه، وقال له: ان أول خطوة خطوتها الى الجهة كانت لله تعالى، والثانية كانت لنصرتك، وقد نلتها فالله يبارك لك فيه، ويعينك عليه، وسأله أركان دولته، أن يستأثر بدولة الخلجي، فالتفت الى محمود، وقال له: احفظ باب القلعة برجال لا يَدَعو أحدا يدخلها بعد نزولي، حتى من ينتسب إلي، وانصرف الى بلاده (?).
العالم بلاد لا يعيش فيها الا من يحمل في جنبه قلبا كأنما قُد من حجر، لا يعرف الحنان والرحمة، ولا يعرف معنى الحب والايثار، والمؤمن وحده هو الذي يحمل في جنبه قلبا يفيض حنانا ورحمة للبشر، ويجمع بين الرحمة والشدة، والصلابة والرقة، وشكيمة الاسد وحنان الام، تخلق بأخلاق الله فجمع بين الرأفة والعزة، والجمال والجلال، وتخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يغضب لنفسه، حتى اذا تُعدي الحق لم يقم لغضبه شيء، فبينما تراه في ساحة الجهاد كأنه نار في حطب، أو منجل في حقل، ليس له عاطفة ولا قلب، اذا به تراه في الصلاة تهمل عيناه، ويغلي صدره كالمرجل، وتراه يرق للضعيف، ويحنو على الأرملة واليتيم، قد جمع بين حلاوة العسل ومرارة الحنظل، الا أن الأولى له سجية وطبيعة، والثانية له وسيلة وذريعة، فهو ينشد بلسان الحال: واني لحلو تعتريني مرارة (?)، لا يدع السماحة والكرم