كرم، والمؤمن وحده هو الذي يؤثر على نفسه، ولو كان به خصاصة، ويسامح مدينه وعدوه، ويتنازل عن ملك واسع وعرض قريب، طمعا في الأجر، ومحافظة على الكرم.

تغلب ملك كافر على دولة إسلامية في بلاد مالوه بالهند سنة ثلاث وعشرين وتسع مئة، وخرج محمود شاه الخلجي صاحب مالوه من بلاده هاربا عنه الى كجرات، فنهض السلطان مظفر الحليم - وكان الخلجي لا يزال على القلعة - وشرع في المحاصرة وجد في أسباب الفتح، ودخل القلعة عنوة، ووضع السيف فيهم، وكان آخر أمرهم أنهم دخلوا مساكنهم، وغلقوا الأبواب، وأشعلوها نارا واحترقوا وأهليهم، وبلغ عدد القتلى من الكفرة تسعة عشر الفا، سوى من أغلق بابه واحترق، وسوى أتباعهم، فلما وصل السلطان الى دار سلطنة الخلجي التفت اليه، وهنأه بالفتح، ودعا بالبركة في ملكه، وقال له: بسم الله ادخلوها بسلام آمنين، وعطف عنانه خارجا من القلعة الى القباب، وهيأ الخلجي الضيافة، ونزل الى مظفر شاه السلطان وسأله التشريف بالطلوع، فأجابه، فلما فرغ من الضيافة دخل به في الابنية التي هي من آثار أبيه وجده، فأعجب بها وترحم عليهم، ثم جلسا في جانب منه، وشكره الخلجي، وقال: الحمد لله الذي أراني بهمتك ما كنت أتمناه بأعدائي، ولم يبق لي الآن أرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015