والمسلمين أن يتخطفهم المشركون، وقال من مع أسامة من الأنصار لعمر بن الخطاب: إن أبا بكر خليفة رسول الله، ألا فامض فأبلغه عنا، واطلب اليه أن يولي أمرنا أقدم سنا من أسامة، فخرج عمر بأمر أسامة الى أبي بكر، فأخبره بما قال أسامة، فقال: لو خطفتني الكلاب والذئاب لانفذته كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أرد قضاء قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لانفذته، قال عمر: فان الأنصار تطلب رجلا أقدم سنا من أسامة، فوثب أبو بكر - وكان جالسا - وأخذ بلحية عمر وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أعزله؟!
وسار أسامة، وأوقع بناس من قبائل قضاعة التي ارتدت، وغنم وعاد، وكانت غيبته أربعين يوماً، وقيل سبعين، وكان انفاذ جيش أسامة أعظم الأمور نفعا للمسلمين، فان العرب قالوا: لو لم يكن بهم قوة لما أرسلوا هذا الجيش، فكفوا عن كثير مما كانوا يريدون أن يفعلوه (?). إن العالم سوق لا رحمة فيها ولا شفقة، ولا مسامحة فيها ولا