الغربية وما جاءت به من عقائد وأفكار تصادم الدين وينتصر لها ويتحمس لها، ويحرص على نشرها وتنفيذها، ويريد أن ينظم الحياة على أساسها وفي ضوئها، ويصل بالشعب اليها، فمنهم مسرع متهور، ومنهم حكيم متدرج، ومنهم منفذ بالقوة يفرضها على الشعب فرضا، ومنهم هادئ يزينها للشعب، والهدف واحد والغاية واحدة.
ورجال الدين - ان صح هذا التعبير اذ ليس في الاسلام الكهنوت والطبقة الدينية الممتازة - في ذلك فريقان: فريق يحارب هذه الطبقة حربا شعواء ويكفرها ويبتعد عنها، ويعرض عن تتبع أسباب هذا الاتجاه اللاديني وعن ثقافتها، ولا يعنى باصلاح الاحوال وتغيير هذا الاتجاه المعارض والمحارب للاسلام، بالاختلاط بها وازالة الوحشة والنفور عن الدين وعن رجال الدين، وتشجيع ما عندها من خير وذرة ايمان وتغذيتها بالادب الاسلامي الصالح المؤثر، وبالزهد فيما عندها من حاية أو مال وقوة وسلطان، وتقديم النصح الخالص والتوجيه الحكيم.
وفريق يتعاون معها ويساهمها في المنافع والخيرات وينتفع بها في دنياه من غير أن ينفعها في دينها، فلا دعوة ولا عقيدة ولا غيرة على الدين، ولا حرص على الاصلاح ولا رسالة لها في هذا القرب والتعاون.