عقولهم أسس الإسلام من جديد، ويغذي عقولهم وقلوبهم، إنه في حاجة الى رجال في كل ناحية من نواحي عالم الاسلام عاكفين على هذا الجهاد.

إنني لم أكن في فترة من فترات حياتي ممن يقول بفصل الدين عن السياسة وممن يفسر الدين لا يتصادم مع وضع - مهما انحرف وشذ عن الاسلام - وينسجم مع كل مجتمع ولا ممن يعتبر السياسة "الشجرة الملعونة في القرآن" بل أنا في مقدمة من يدعو الى ايجاد الوعي السياسي الصحيح في الشعوب الاسلامية وايجاد القيادة الصالحة، وممن يعتقد أن المجتمع الديني لا يقوم الا بالملك الديني الصحيح والحكم الصالح المؤسس على أسس الاسلام، ولا أزال أدعو الى ذلك حتى ألقى الله، إنما المسألة مسألة ترتيب وتقديم وتأخير، وما تقتضيه حكمة الدين وفقهه، وما تفرضه الأوضاع.

إننا بذلنا جهودنا ومواهبنا وما أوتينا من فرص ووسائل في حركات سياسية وتنظيمية، وكان كل ذلك على أساس أن الشعب مؤمن وأن من يقوده ويملك زمامه - وهي الطبقة المثقفة لا محالة - مؤمن مقتنع بالاسلام وعقيدته ومبادئه، متحمس للاسلام وعلوه ونفاذ حدوده، واذا الأمر بالضد، واذا الشعب قد ضعف في ايمانه وانحط في أخلاقه من حيث لم نشعر، ولم يشعر، واذا الطبقة المثقفة ذابت في أكثر أفرادها العقيدة الاسلامية وتبخرت بتأثير فلسفات الغرب وسياسته ونفوذه، وكثير من أفرادها ثائر على العقيدة الاسلامية مؤمن بالفلسفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015