وبدأت هذه العقلية أو النفسية اللادينية تتسرب عن طريق الأدب والثقافة والصحافة والسياسة الى الجماهير، حتى أصبحت الشعوب الاسلامية - وفيها كل خير وكل صلاح وكل استعداد وهي من أصلح الكتل البشرية في العالم - خاضعة لهذه الطبقة بحكم ثقافتها وذكائها ونفوذها، وإذا بقي هذا الوضع تسرب الالحاد والفساد الى هذه الشعوب والى الطبقات التي تعيش في البادية والقرى وتعمل في المصانع والمزارع وصارت في طريق اللادينية والزندقة، هذا ما وقع في أوروبا وهو واقع في الشرق اذا جرت الأمور مجراها الطبيعي ولم تحل ارادة الله القاهرة.

ان العالم الاسلامي في حاجة شديدة الى دعوة اسلامية جديدة وان هتاف الدعاة والعاملين فيه وهدفهم اليوم "الى الاسلام من جديد"، ولا يكفي الهتاف، انه لا بد من تصميم حكيم قبل العمل، لا بد من تفكير هادئ عميق كيف نرد الطبقة المثقفة اليت تحتكر الحياة وتملك الزمام الى الاسلام من جديد، وكيف نبعث فيها الايمان والثقة بالاسلام، وكيف نحررها من رق الفلسفات الغربية والحضارة العصرية ونظرياتها اللادينية.

إنه في حاجة الى رجال ينقطعون الى هذه الدعوة ويكرسون عليها علمهم ومواهبهم وكفايتهم، ولا يطمعون في منصب أو جاه أو وظيفة أو حكومة ولا يحملون لاحد حقدا، ينفعون ولا ينتفعون، ويعطون ولا يأخذون، ولا يزاحمون طبقة في شيء تحرص عليه وتتهالك، حتى لا تكون لها حجة عليهم ولا للشيطان سبيل اليهم، شعارهم الاخلاص والتجرد عن الشهوات والانانيات والعصبيات.

ان العالم الاسلامي في حاجة الى منظمات علمية تهدف الى انتاج الأدب الاسلامي القوي الجديد الذي يعيد الشباب المثقف الى الاسلام بمعناه الواسع من جديد، ويحررهم من رق الفلسفات الغربية التي آمن بها كثير منهم بوعي ودراسة وأكثرهم بتقليد وتسليم، ويقيم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015