للشعائر، وتقليد للأجانب، وان كانت مسائل تستحق العناية والجهاد، ولكن مسألة العالم الإسلامي اليوم أعظم وأضخم من كل ذلك، انها مسألة كفر وإيمان، إنها مسألة بقاء على الاسلام وخلع له، ان المعركة قائمة بين الفلسفة الغربية اللادينية وبين الاسلام آخر الرسالات، وبين المادية والشرائع السماوية، ولعلها آخر معركة تقوم بين الدين واللادينية وانها تحدد مصير العالم.

ان جهاد اليوم وان خلافة النبوة وان أعظم القربات وأفضل العبادات أن تقاوم هذه الموجة اللادينية التي تجتاح العالم الاسلامي وتغزو عقوله ومراكزه، وأن تعاد الثقة المفقودة الى نفوس الشباب والطبقات المثقفة بمبادئ الاسلام وعقائده وحقائقه ونظمه، وبالرسالة المحمدية، وأن يُزال القلق الفكري والاضطراب النفسي اللذان يساوران الشباب المثقف، وأن يُقنعوا بالاسلام عقليا وثقافيا، وأن تحارب المبادئ الجاهلية التي رسخت في النفوس وسيطرت على العقول علميا وعقليا، وأن يحل محلها المبادئ الاسلامية باقتناع وايمان وحماسة.

لقد مضى علينا قرن كامل وأوروبا تغتصب شبابنا وعقولنا، وتنبت في عقولنا الشك والالحاد والنفاق وعدم الثقة بالحقائق الايمانية والغيبية، والايمان بالفلسفات الجديدة الاقتصادية والسياسية، ونحن معرضون عن مقاومتها ومعتمدون على ما عندنا من تراث، مضربون عن الانتاج الجديد، معرضون عن فلسفاتها ونظمها ومحاسبتها محاسبة علمية، ونقدها وتشريحها كتشريح الاطباء الجراحين، متعللون بالبحوث السطحية المستعجلة وبالزيادة في ثروتنا العلمية القديمة، حتى فوجئنا في العصر الأخير بانهيار العالم الاسلامي في الايمان والعقيدة، وملك زمام الأمور في البلاد الاسلامية، جيل لا يؤمن بمبادئ الاسلام وعقيدته، ولا يتحمس لها ولا تربطه بالشعب المسلم المؤمن البريء الا "القومية الاسلامية" أوالمصالح السياسية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015