وقد ذم الله شعائر الجاهلية وأبطالها وعظماءها في غير رفق وتحفظ فقال: {وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} يقول: {وما أمر فرعون برشيد، يقدُم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود، وأُتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود}.

ولكن كثيرا من الأقطار الاسلامية والشعوب الاسلامية - بتأثير الفلسفات الغربية والتفكير الغربي وحده - أصبحت تمجد عهدها العتيق الذي سبق الاسلام وحضارته وتقاليده، وتحن اليه، وتحرص على احياء شعائره وتخليد عظمائه وأبطاله وملوكه وأمجاده، كأنه عهدها الذهبي وكأنه نعمة حرمها الاسلام اياها، وفي ذلك من الجحود والنكران للجميل وقلة تقدير نعمة الاسلام وفضل محمد عليه الصلاة والسلام، وتهوين خطب الكفر والوثنية وما اشتملت عليه الجاهلية من خرافات وضلالات وسفاهات ومضحكات ومبكيات ما لا يعقل عن مسلم واع. وما يخاف معه الحرمان من نعمة الاسلام وسلب الايمان والتعرض لسخط الله الشديد وقد قال:

{ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015