كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} {هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم}.

والطبيعي من المؤمن أن لا يذكر الجاهلية مهما تقادم عهدها أو قارب الا بمقت وكراهية وامتعاض واقشعرار، وهل يذكر السجين المعذب الذي أطلق سراحه أيام اعتقاله وتعذيبه وامتهانه الا وعرته قشعريرة وثارت الذكريات الأليمة القاتمة! وهل يذكر البارئ من علة شديدة طويلة أشرف منها على الموت أيام سقمه الا وانكسف باله وامتقع لونه، وهل يذكر الانسان رؤيا فظيعة مفزعة رآها الا وشكر على أنها حلم زائل وهم راحل، والجاهلية التي تجمع معاني الجهل والضلالة والبعد عن الحقائق وأنواع الخطر والمضار في الدنيا والآخرة أعظم من كل ذلك، وجديرة بأن يثير ذكراها المقت الشديد وتحث على الشكر على التخلص منها وانقضاء أيامها، ولذلك جاء في الصحيح: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه الا لله، وأن يكره أن يعود الى الكفر كما يكره أن يقذف في النار".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015