الشرف، أو حكم على قطعة أرض، فلماذا تظاهرتم بالأمس بالدين، وأقمتم الدنيا وأقعدتموها لأجله، وكدرتم علينا صفو العيش، لقد كنتم وكنا في غنى عن هذه الحروب الطاحنة التي أيتمت البنين، وأيئمت النساء، وأجلت الناس عن الأوطان!.

أعيدوا إلينا إذا تلك الدماء التي أريقت في ساحة بدر وأحد، وخيبر وحنين، واليرموك والقادسية، وأعيدوا إلينا تلك النفوس التي قتلت باسم الدين، وأعيدوا إلينا تلك الأيام التي كنا نعيش فيها في وئام وهدوء، لا نعرف فيها إلا الأكل والشرب وقضاء مآرب النفس!.

وماذا يكون جوابنا لو تعرض أحد من أخلافهم الأحياء وقال: "ما غَناؤكم أيها المسلمون؟! لقد ساهمتمونا في أسباب الحياة، وخلقتم لنا فوق ذلك مشكلات كثيرة في الحياة السياسية والاجتماعية، ولا نراكم تسدون عوزا، أو تصلحون خللا، وتلمون شعثا، أو تقيمون زيفا في الحياة".

عفوا أيها القراء، وسماحا أيها الكرام، فقد طال العتاب، وقديما قال الشاعر العربي:

وفي العتاب حياة بين أقوام

من المعلوم أن حياة الأمم بالرسالة والدعوة، وإن الأمة التي لا تحمل رسالة ولا تستصحب دعوة، حياتها مصطنعة غير طبعية، وإنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015