حركات الردة التي سبقتها في العنف وفي العموم، وفي العمق وفي القوة، ولم يخل منها قطر، وقلما خلت منها أسرة من أسر المسلمين، هي ردة تلت غزو أوربا للشرق الاسلامي، الغزو السياسي والثقافي، وهي أعظم ردة ظهرت في عالم الاسلام وفي تاريخ الاسلام، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الى يوم الناس هذا.
ماذا تعني الردة في عرف الاسلام وفي مصطلح الشريعة الاسلامية؟ هي ابدال دين بدين، وعقيدة بعقيدة، وانكار ما جاء به الرسول وتواتر عنه وثبت بالضرورة من دين الاسلام.
وماذا كان يعفل المرتد؟ ينكر الرسالة المحمدية - على صاحبها الصلاة والسلام - وينتقل الى المسيحية أو اليهودية أو البرهمية، أو يلحد في الدين وينكر الرسالات والوحي والمعاد، هذا ما كان يعرفه العالم القديم أو المجتمع القديم من معاني الردة، وكان كل من يرتد عن دينه يدخل الكنيسة اذا تنصر أو يدخل الهيكل أو معبد الاصنام اذا اعتنق البرهمية مثلا، فيعرف ذلك الجميع، ويصبح شامة بين الناس يشار اليه بالبنان، ويقطع منه المسلمون الأمل، ولا يكون ارتداده - في غالب الأحوال - سرا من الأسرار.