عظيمة، وكان الولاة جائرين، والجهاز فاسدا والمظالم سائدة، والحقوق تمتهن، والناس غير آمنين، وكان العالم الاسلامي من شرقه لغربه، ومن شماله لجنوبه، يعاني مرضا مرهقا. جاء رجل واحد هو "عمر بن عبد العزيز" عرف ربه، ونسي نفسه، وذكر اليوم الآخر، فاستطاع أن يغير هذا التيار، ويرغم العالم الاسلامي على أن يتجه الى الصلاح، أين الأفراد؟ وأين من ينتجهم؟ هل تنتجهم الكليات والمعاهد؟ لا، إنما يربيهم الايمان، وتنتجهم العقيدة والأخلاق.
فلكمتي لكم، أن تهيئوا نفوسكم، ربوا فيها الايمان والعقيدة، كونوا مؤمنين بالله واليوم الآخر ومصلحة الاسلام، كونوا رجالا، اذا دانت لهم البلاد، وأصبحوا يملكون أزّمة الأمور لم يغيرهم الوضع الفاسد عما كانوا عليه، هذا كان شأن الصحابة، كانوا ضعفاء فقراء لا يملكون ما يكسون به أجسامهم، ويشبعون به بطونهم، فدانت لهم الدنيا وتفتحت لهم الخزائن فما تغيروا.
بقي أبو عبيدة وسعد كما كانا، وجاء سلمان الى العراق واليا، فخرج الناس لاستقباله، فرأوه يحمل على رأسه حملا لرجل على أجره.
ان العالم لم يفسد الا عندما فسد الأفراد، وفقد هذا الطراز الذي تخرج في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، نحن في حاجة الى هذا