عليكم مسؤوليته فأنتم مخطئون، ولكن أخشى أن كثيرا من الناس يهتمون بكل شيء غير نفوسهم، وهذا هو الواقع فعلا. أنا أفكر في العالم، ولكن أنا كذلك جزء منه، فلأصلح هذا الجزء، ولكني أرى كثيرا من اخواني لا يفكرون في نفوسهم، ويعتقدون أن العالم الاسلامي هو كل ما يغاير نفوسهم، علينا أن نصلح نفوسنا، وليعتقد كل منا أنه مسؤول، فاذا أصلحت هذه الأجزاء صلح العالم الاسلامي، ان مثلنا أيها الاخوان، كمثل ملك أعلن أنه يريد حوضا مملوءا باللبن "الحليب"، وأنه سيدفع الثمن لكل من يجلب الحليب، فقال أحد اللبانين: لو أفرغ لبان واحد سطلا من ماء، فان هذا الماء لا يؤثر في الحليب الكثير، فأفرغ سطل ماء بدلا من حليب، وفكر آخر نفس التفكير، وهكذا سرت الفكرة بين الجميع، وجاء الملك في الصباح فوجد حوضا من ماء.
هذه قصتنا. ان كل فرد منا يقول، اذا فَسَدتُ، فماذا يضر العالم الاسلامي؟ وبهذا أصبح كل العالم الاسلامي فاسدا، لو فكرتم لرأيتم أن كل حديثكم عن غيركم.
أنصفوا نفوسكم أيها الاخوان، وما لكم وهذه القضايا التي لا تستطيعون خدمتها، ان الاشتغال بالغير سهل، ولكن الاشتغال بالنفس صعب، والانسان يحب السهولة،