كل شيء في هذا العالم خاضع للانسان، والانسان خاضع لنفسه وضميره وعقيدته، فاذا كانت هذه صالحة كان الانسان صالحا، واذا صلح الانسان صلح العالم (ألا في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (?)).
لقد أصبح الناس مؤمنين - بحكم ما يكتبه ويقوله أناس لم يتعمقوا في العلم - بأن صلاح العالم هو في وجود حكومة على أساس كذا وكذا، أو في تولي الرجل الفلاني، أو الحزب الفلاني الحكم، وما دروا أن المجتمع فاسد لفساد الضمائر والقلوب، وما لم تصلح فلا يؤمل الصلاح، هذا أيها الاخوان قول مجرب خبير لا قول انسان منطو على نفسه، قول رجل تهيأ له - بحمد الله - من الدراسة العميقة الشيء الكثير.
قد يدخل الرجل الى غرفة مظلمة، فلا يستطيع أن يجد طلبه اذا لم يفتح الزر الكهربائي، ولكن الرجل الخبير بمجرد دخوله الغرفة يعرف موضع الزر فيفتحه، فيسري النور في التيار، ويضيء جنبات الغرفة، ويقضي الرجل حاجته، وهذا هو شأن الأنبياء عليهم السلام ومن سار على أثرهم، هذا هو الزر، هو "الايمان"، اذا فتح