تطيش - في جوف أقدس البلاد الاسلامية وأحشائها، وجاست خلال الديار، وأصبح أهلها عالة على البضائع الأجنبية، حتىعادوا لا يتصورون الحياة والمعيشة بغيرها، ولا يقضون حقوق الأعياد والأفراح الا بها، وامتصت هذه البضائع أموالهم بل دماءهم كالاسفنج، يتشربها في بلادهم ويصبها في بلاده، وهكذا أصبح ما يكسبه المسلم بعرق جبينه وكدّ يمينه، وبرزيئة في أخلاقه، وعلى حساب دينه ينتقل الى البلاد الأجنبية.

التجأت الحكومات الاسلامية لتحقيق مشاريعها العمرانية كما تقول، أو لقضاء مآرب رجالها كما يقول الناس، الى الاستدانة من الدول الأجنبية، فخفت لذلك ورحبت به ورصدت لها بعض المال بشروط تجارية وامتيازات سياسية، وأقبلت البلاد الاسلامية تحلب ضروعها وتستخرج الذهب الوهاج، وماء حياة الصناعة والتجارة (البترول) من بطونها، ويتهافت الفقراء الذين أجهدتهم الضرائب وتكاليف الحياة على أجورها وخدمتها تهافت الفراش على الضوء، والجياع على المائدة، وهكذا تصبح بلاد الاسلام بين أخطار من الالحاد والاحتلال الأجنبي.

ثم هنالك "الطابور الخامس" وهو ذلك الأدب المسلول المسموم الذي ولدته الثورة الفرنسية، وأرضعته الفوضى الخلقية والاباحة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015