كاستخفاف بأحكام الشرع، وتجرؤ على المعاصي، ووقوع في محارم الله، واستعباد لعباد الله، وامعان في الشهوات، واسراف في سبيل المتع واللذات، وتهافت على الخسائس والرذائل، وفرار عن مكارم الأخلاق والفضائل، {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} [الأعراف: 146].

والناس طبقات: عامة، وأوساط، وعظماء.

فأما العامة فمساكين تدور حولهم رحى الحياة بسرعة، لا يرفعون فيها الى الدين والسعادة الأخروية والاستعداد للموت رأسا، وإنما همهم أن يؤدوا ضرائبهم، ويجمعوا لأيام فراغهم ويكسبوا قوت يومهم، ويكسوا عيالهم، فهم يكدحون في الحياة كدح الحمير والثيران، لا يتعبون الا للراحة الموهومة، ولا يستريحون الا للتعب الواقع، فهم من البيت الى الدكان، ومن الفراش الى المصنع أو السوق أو الإدارة، ومن نصب الى نصب، ومن هم الى هم، لا تنتهي همومهم ولا تنقضي متاعبهم، حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة، قالوا: يا حسرتنا على ما فرطنا فيها.

وأما الأوساط فهم أسوأ منهم حالا وأكدر منهم بالا، عذبهم الله بالحرص والجشع، ينظرون دائما الى من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015