يحب لله وبيغض لله، ويوالي في الله ويعادي في الله، ولذلك ذكره القرآن شرطا في قوله:
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة، وقد كفروا بما جاءكم من الحق، يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي، تسرون اليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم، ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل. إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا اليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء، وودوا لو تكفرون} [الممتحنة: 1 - 2] ثم ضرب لذلك مثلا بابراهيم وأصحابه:
{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم: إنا برآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم، وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة: 03].
يلاحظ القارئ العربي النكتة في قول ابراهيم وأصحابه "كفرنا بكم" وبلاغة الكلمة وسعتها، فلم يقولوا كفرنا بدينكم كأنهم قد أصبحوا صورة وتمثالا للكفر والجاهلية، جامعين لمعانيها وأشكالها ومظاهرها، ولأن حياتهم كلها