الحِسبة على الناس، وهم القوامون بالقسط، شهداء لله، وهم المراقبون لسير العالم، فلهم أن يجتهدوا في ذلك أكثر من كل شعب وأمة، بل يجب عليهم أن يكونوا طليعة، وأن يكونوا اماما في الحركة ضد الجاهلية وأممها، بل يجب أن تبدأ منهم الدعوة واليهم تعود.
ولكن أجل نظرك في العالم الإسلامي كله وانظر في شعوبه وأممه ودوله - ان كانت فيه دول تملك أمرها - وفي جميع طبقات المسلمين، هل ترى شيئا تستدل به على أن هذه الأمة المنبثة في أرجاء الأرض صاحبة رسالة في العالم وصاحبة دين وعقيدة، وأنها تنكر مما وقع وواقع شيئا؟ وتحمل في صدرها حفيظة ضد الجاهلية وأهلها، وتريد أن ترفع للاسلام راية وتجتهد لاعلاء كلمة الله؟
كلا! بل ترى أمة هادئة مطمئنة راضية بكل ما يقع في العالم اليوم، سليمة الصدر، قريرة العين، ناعمة البال، تتعاون مع الجاهلية وأممها وتتحالف، وتقدم لها كل معونة تقدر عليها.
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... ان كان في القلب اسلام وايمان!
أجل ان كان في القلب اسلام وايمان لما ارتضى مسلم بهذا الخزي، ولكن كل ذلك يرجع الى كون الرجل مسلما،