خاتمة
لم تزل في الدنيا منذ وجدت دعوتان متنافستان متصارعان، دعوة تدعو الى اتباع النفس وتحكيمها، والى حرية الانسان المطلقة، التي لا تقف عند حد - الا اذا اضطرت الى ذلك - وان كان في غضون هذه الحرية وأثنائها مئات وآلاف من أنواع الرق والعبودية، ودعوة تقول: ان الانسان عبد لله، مكلف ومسئول أمامه، وتدعو الى اتباع الوحي من الله وشرائع الأنبياء.
الدعوة الأولى هي "الجاهلية" في مصطلح الاسلام الواسع، والدعوة الثانية هي دعوة الاسلام نفسه، واقتسمت هاتان الدعوتان أمم العالم وأجياله. ولم تزل تتداول قيادتهما وتمثيلهما من حين الى حين، وليس تاريخ الاديان والعقل والاخلاق، الا حكاية هذا الصراع المستمر، والنزاع الدائم، وذلك أكبر صراع وأوسعه، شهده العالم في عمره الطويل.
ومنذ ثلاثة عشر قرنا ونصف، اختار الله لقيادة