الاقامة فيها، وكره أن يفارقها، ويعود الى دار الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
أما الحَرَمانِ فقد كانا في حكومة الاسلام - المؤسسة على مبدأ الهداية - مدرسة الدين ومهد الحضارة الاسلامية، تتمثل فيهماه الحياة الاسلامية بكمالها وجمالها، ويأتي اليهما المسلمون من كل ناحية من نواحي العالم الاسلامي، ومن كل فج عميق، فيشهدون منافع لهم ويتفقهون في الدين، وينذرون قومهم اذا رجعوا اليهم، ويحتجون في بلادهم بما رأوه في الحرمين، فيكون ذلك حجة لمحافظة الحجاز على الدين والسنة وحرص حكومتها على تمثيل الحياة الاسلامية في مركز الاسلام ومنبعه.
ثم أتى على المسلمين حين من الدهر نسوا أن الحكومة في الاسلام لم تكن الا جائزة الدعوة والجهاد في سبيلها، ولولا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته الى الله، وما لقي في مكة والطائف من قريش والقبائل، ولولا الهجرة والاختفاء في غار ثور، والرباعية المكسورة يوم أحد، ولولا ما صنع بحمزة يومئذ ولولا قتلى بئر معونة ومصلوب الانصار (?)، لما دانت الدنيا للعرب، ولا كانت