واظهار الدين واخماد الكفر والفسق، والقضاء على رسوم الجاهلية، ما لم تتمكن منه دول اسلامية طويلة الاعمار لتراوحها بين الهداية والجباية، وتفضيلها الجباية في أكثر الاحيان على الهداية.
وكانت المدن الاسلامية الكبرى وعواصم الاسلام مركز دعوة وهداية بحيث اذا دخلها الانسان عرف أنه يمشي في مركز الاسلام ويتنفس في جوه، فيرى الحدود قائمة وأحكام الشرع نافذة، ولا يجد أحدا يتهاون في أمر من أمور الدين، ويستخف به أو يجاهر باثم ومعصية ولا يرى بدعة ولا فجورا، ولا دعارة ولا خدعة، ولا يسمع برشوة ولا خيانة ولا ما ينافي روح الاسلام، ويسمع الدعوة الى الله والى الدار الآخرة والى الفضيلة والتقوى واتباع الكتاب والسنة، والاجتناب من الشرك والبدعة، والتمسك بفضائل الدين في كل مكان، ويرى العمل بذلك في الطرقات والمجامع، وبيوت الناس ودواوين الحكومة، فيتشبع بروح الدين ويتضلع ايمانا وحماسة، وفقها في الدين ومعرفة بأحكامه وشرائعه وحبا لأهله، فلا يخرج الا وقد استفاد الايمان والعلم والتصلب في الدين والثقة برجاله وممثليه.
واذا دخلها أجنبي أو حديث عهد بالاسلام، عرف مزايا الحياة الاسلامية وفضل حكومة الاسلام، وآثر