من الجزية، فيخسر بيت مال المسلمين مقدارا عظيما من المال، ويكسب الدين الإسلامي والأمة الإسلامية رجالا يتخلصون من النار، وإذا كسب وربح بيت المال على حساب الإسلام حزنوا حزنا شديدا.
حدّث الطبري عن زياد بن الزبيدي، قال: "جمعنا في مصر ما في أيدينا من السبايا واجتمعت النصارى، فجعلنا نأتي بالرجل ممن في أيدينا ثم نخيره بين الاسلام وبين النصرانية، فاذا اختار الاسلام كبرنا تكبيرة هي أشد من تكبيرنا حين نفتح القرية، قال: ثم نحوزه الينا، واذا اختار النصرانية نحرت النصارى ثم حازوه اليهم ووضعنا عليه الجزية وجزعنا من ذلك جزعا شديدا، حتى كأنه رجل خرج منا اليهم (?) ".
وهكذا انتشر الاسلام، وانتشرت الاخلاق الفاضلة في عقود من السنين من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، وتغلغلت الدعوة الاسلامية في أحشاء المجتمع البشري، لم يتمتع العالم الاسلامي بخلافة عمر بن عبد العزيز الا سنتين وبضعة شهور، ولكنه بحرصه على الدعوة ومحافظته على شعار الهداية، وسيرة خلفاء الأنبياء عليهم السلام تمكن من التأثير في القلوب والعقول، وقلب تيار المدنية،