فاضل للحياة، ونصره الله على قلة وضعف وفقر، ونصر كل من قام بهذه الدعوة الدينية وبهذا المنهج الخاص للحياة، وتكفل بنصرهم الى آخر الدهر، فقال: {أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة: 33].

إنني لست ممن يدعو الى رفض الاسباب والتوكل السلبي، ولست ممن يعيش في عالم الخيال والاحلام، ولست ممن ينكر الحاجة الى الاستعداد، وممن لم يقرأ قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} [الأنفال: 60] وقد لمت العالم الاسلامي ومن تزعمه من الشعوب والدول لوما شديدا في كتابي "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" على التقصير في الاستعداد الحربي والصناعي، والتخلف عن أوربا في ذلك، واعتبرت ذلك سببا من أسباب شقاء الانسانية واتجاه العالم من الرشاد الى الضلال، ومن البناء والازدهار الى الهدم والدمار.

ولكني أعارض هذا التفكير الذي تسلط على عقلية العالم الاسلامي في العهد الأخير، وهو النظر الى الأمم الإسلامية - في مختلف أنحاء العالم - ككتل بشرية شأنها شأن القطعان البشرية الأخرى التي لا رسالة لها في العالم، ولا دعوة لها للأمم، توزن في ميزان الامكانيات والوسائل والاستعداد المادي، وتقوم بما تملكه، من ثروة وذخائر، والتناسي أو الاعراض عن قوتها الكبرى "الايمان، والطاعة، والدعوة الى الله".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015