أقدامكم} [محمد: 07] وقال: {لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين: إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون} [الصف: 173]، ويؤمن بأن الله قد وعد بالانتصار والغلبة، والعلو والسيادة، لعباده الذين قد تحققت فيهم صفة الايمان، وتجلت فيهم حقيقته، فقال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139] ولم يعد بشيء من ذلك - من النصر والفتح، والظفر والغلبة، والعلو والسيادة - على الاهواء والنزعات، والطموح والكبرياء وحب المجد - الفردي أو القومي - وشرف الدماء والانساب والبلاد، والعصبيات والقوميات، فلم يتقدم بشيء من ذلك الى العالم ولم يطلب به النصر، مع أنه صلى الله عليه وسلم من أشرف الأمم، وأفضل البيوتات، وأقدس البلاد، إنما تقدم بدعوة دينية، ومنهج خاص للحياة لا غنى للأمم وطوائف البشر عنه على اختلاف أوطانها وألوانها ولغاتها، فخضعت له هذه الأمم وهذه الطوائف من البشر ولم تعقها عن ذلك عصبية أو قومية، لأنه لم يكن من دعاة عصبية أو جاهلية وإنما كان دين عام للإنسانية، وداعي عقيدة ومبدأ ومنهج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015