به اللسان، عند كل ناشئة فلماذا لا ينشأ هذا السؤال عند ظهور أمة بأسرها؟
ما هو الجواب؟ إذا كان الجواب في الاثبات، وإذا كان مبعث هذه الأمة في الحقيقة بشيء مما ذكرناه ولم تكن لهذه الأمة مهمة جديدة في العالم ورسالة خاصة الى الأمم، كانت هذه الأمة حقا من فضول الأمم، ومن المتطفلين على مائدة العالم.
ولكن الله لم يبعثها لهذا أو لذاك، والأمة والأشخاص لا يبعثون لشيء من هذا، وإنما هي من طبائع البشر، لا تحتاج الى نبوة نبي، ولا بعثة أمة، وجهاد طويل وزلزال عالمي لم يُسبق في التاريخ، زلزال في المعتقد والاخلاق والميول والنزعات، وفي نظام الفكر ومنهاج الحياة.
لقد كان مبعثها لغرض سام جداً، لمهمة غريبة طال عهد الانسانية بها، وتشاغلت أمم الأنبياء عنها حتى نسيتها، وذلك ما خاطب به الله سبحانه وتعالى هذه الأمة: {كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110]! فنبه على أن هذه الأمة ليست نابتة نبتت في الأرض كأشجار برية أو حشائش شيطانية، بل إنها أمة أخرجت ولامر ما أخرجت! وإنها لم تظهر لمصلحتها فحسب كسائر الأمم، بل إنها أخرجت للناس، وذلك ما تمتاز به الأمة في