لنا أن نقاتلها ونذودها عن مناهلنا، وقد ضاقت بنا، فكيف تسع أمة جديدة؟

وإذا كانت هذه الأمة إنما تحاول ملكا، أو تريد أن تؤسس دولة، فيجب أن تصرح بذلك، وتتخذ له طريق الملوك والفاتحين، ولا تتظاهر بالدين.

وإن الطريق الى كل ذلك - من زراعة، وتجارة، وصناعة، ووظيفة، وحياة بذخ وترف، وملك وشرف - غير الطريق التي سلكتها هذه الأمة الجديدة، فقد سفَّهت أحلامنا، وعابت آلهتنا، ونعت على عقائدنا وأخلاقنا وأعمالنا، ودعت الى دين جديد، وسارت في سبيل ذلك في شوك وقتاد، وجاهدت في غير جهاد.

لقد كان الطريق الى الرفاهية أو الحكومة مسلوكة معبدة، قد سلكتها الأمم من قبل، ومشى عليها الملوك، وأصحاب الطموح في عصرهم، فمن حال بينها وبين هذه الطريق؟ وما الذي عدل بها عن جادة الحياة، وهي معلومة واضحة؟!

هذا ما أظنه تناجى به ضمير الإنسان العاقل في فجر الاسلام ولا ألومه ولا أستغرب هذا السؤال، فإن هذا السؤال طبعي ينبغي أن يهجس في قلب الإنسان، وينطق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015