مواضع أخرى، ولكن نود أن نسجل هنا بعض الملاحظات التي تعتبر دروسا لا بد أن نعيها من سرد هذه القصة وغيرها في القرآن الكريم, ومن أهمها:

1- أن الذنب أو المعصية لا ينبغي أن تكون مدعاة لليأس من رحمة الله حتى وإن تكررت المعصية؛ فإن باب التوبة مفتوح أمام المذنبين, ولا ييأس مؤمن من رحمة الله أبدًا.

2- أن من لوازم النفس البشرية وخصائصها الضعف أمام المغريات وأمام عوامل الإثارة للغضب, وأن عاصمها من ذلك هو اللجوء إلى الله والالتزام بهديه.

3- أن موقف آدم من أوامر الوحي هنا لم يكن معارضة له ولا تنكرا, وإنما كان مخالفة للأمر باتباع هوى النفس واستجابة لإغواء الشيطان له. فالمعصية هنا ليست رفضا للأمر الإلهي بدعوى أن الأمر الإلهي يعارض برهانا عقليا أو قياسا منطقيا, وإنما كانت ذنبا اعترف به آدم وتاب منه وتاب الله عليه, فاصطفاه واجتباه وعلمه هذا القانون العام: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123, 124] .

ولا بد من التأكيد هنا على هذا المعنى الذي من أجله عصى آدم الأمر الإلهي, إنه متابعة هوى النفس وليس معارضة للوحي ولا تنكرا له ولا رفضا ولا معاندة له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015