كما بين لنا من جانب آخر سنة من سنن الله في كونه تتحكم هذه السنة في مسار علاقة الإنسان بوحي السماء، وتتمثل هذه السنة في أصل طبيعة النفس البشرية ومن لوازمها "الضعف" أمام المغريات، الضعف أمام المثيرات، وأن أكبر عامل نعالج به هذه الحالة هو الاستعانة عليها بالله، ومتابعة هداه، والقرآن الكريم حين سجل لنا قصة آدم قد ختمها بهذه النهاية التي تتضمن هذا القانون العام الذي يحكم علاقة الإنسان بالله, قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى، وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 123-127] .
وقال تعالى في موضع آخر: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38] . وتكرر ذلك في القرآن في مواضع أخرى.
ولا نريد الخوض في تفاصيل هذه القضية أو التعرض لإرادة الله في ذلك, وما الحكمة من الأمر بالسجود لآدم وامتناع إبليس عن السجود, أو الأكل من الشجرة والخروج من الجنة؛ فإن ذلك له