...
تقديم:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
هذا هو العدد السادس من سلسلة تصحيح المفاهيم أردت فيه أن أوضح طبيعة العلاقة بين الوحي والإنسان، بين الوحي والكون، بين الوحي والعلم خلال قراءة معرفية نستوضح خلالها منهج القرآن الكريم في بناء الموقف المعرفي المؤسس على عالم الشهادة بعناصره الحسية يستنبط منه ويستنبط به مبدأ الضرورة العقلية؛ لينطلق منه لتأسيس ما يسمى بقوانين المعرفة.
وفي هذا الموقف يؤكد الوحي على مسئولية الإنسان عن وحدة المعرفة وتحصيل أهدافها ومقاصدها حيث يكون الإنسان هو الذات العارفة، وهو المالك لوسائل المعرفة وهو باعتباره جزءا من عالم الشهادة موضوع لهذه المعرفة, وحين تتوحد عناصر الموقف المعرفي في الإنسان تتحدد مسئوليته عن تحقيق أهداف هذه المعرفة ومسئوليته عن حسن توظيف موضوعها وأدواتها ليحسن في النهاية تحقيق الأهداف وتحصيل المقاصد، حيث يقوده اليقين بعالم الشهادة إلى الإيمان بعالم الغيب، ويقوده اليقين المعرفي بأن من يخلق من العدم هو أقدر على أن يعيد الخلق مرة ثانية, وحين يقرأ معنى العناية