يتصل الحديث عن هذه القضية بنظرية المعرفة من جهات مختلفة:
1- فهو يتصل بها من حيث وسائلها.
2- ومن حيث موضوعها، ومن حيث غايتها، وليس من قصدنا الحديث هنا عن نظرية المعرفة.
3- من حيث هي كهدف مقصود لذاته في هذه الدراسة, فإن ذلك له مجالات أخرى، ولكن الذي نقصده بالدرجة الأولى هو تحديد علاقة العقل بموضوع المعرفة وغايتها من جانب، وعلاقته بوسائلها من جانب آخر.
ولقد آثرنا استعمال هذا المصطلح "مدارك العقول" لما فيه من دلالة على تمكن العقل من موضوع المعرفة وسيطرته عليه, واحتوائه لها، مما لا نجده في غيره من المصطلحات المعرفية الأخرى، وهذا المصطلح يطرح علينا مباشرة الحديث عن موضوع المعرفة التي هي "مدارك العقول".