زلفى عند أهل الرياسات وأصحاب النفوذ من الملتفّين حولهم من الذين يجيدون الالتفاف حول جميع الموائد في كل عصر, فتكثر الأحاديث وتتسلط أجهزة الإعلام بالدعاية الموجهة ضد الخصوم من السلف، وقد يجعلون منهم دعاة الرجعية والتخلف، وما أكثر ما قيل عن المنهج السلفي في هذا الصدد.
وينبغي ألا نعفي أتباع المنهج السلفي من مسئوليتهم عن ذلك؛ لأسباب كثيرة لا داعي للتفصيل فيها الآن، ولكن هذه حقيقة ينبغي أن تعرف. فلقد أساء أدعياء المذهب إلى السلفية أكثر مما أحسنوا، أحيانا عن جهل بالمنهج وأصوله وقضاياه، وأحيانا بسلوكهم الشخصي الذي يدعو إلى التنفير والترهيب أكثر مما يدعو إلى التقريب والترغيب، وعلى رأس هذه الأسباب استفراغ وقتهم وجهدهم في الخلاف حول شكليات وفروع وإهمالهم لأساسيات وأصول، وهذا مما يدمي القلوب ويحزن النفوس معا أن يجد المخالفون عن اتباعه الأسباب والمبررات للتشنيع على سلف الأمة, والافتراء عليهم بما لم يقولوه ولم يدر بخلدهم يوما ما.