من المفيد في هذه المرحلة من البحث أن نوضح هذه القضية التي تحوم حولها بعض الشبهات من الذين يرون أن العلم قد أغنانا عن الوحي, وأنه حل لنا المشكلات التي عانت منها البشرية قديما والتي جعلتها تفكر في الاستعانة بالوحي لحل هذه المشكلات، أما الآن وقد حمل لنا العلم حلول هذه المشكلات فلم تعد البشرية في حاجة إلى هذا اللون من الاعتقاد في الغيبيات, هكذا يقولون.
وقد ينادي بعضهم في الاستدلال على صحة موقفه هذا فيحاول أن يخضع النصوص القرآنية لما يسميه بنقد النص أو تأويل النص أو إعادة قراءة النص قراءة عصرية أو إعادة التفسير في ضوء الواقع أو ... أو ... إلخ ما يقولون.
ولو خاطبنا هؤلاء بلغتهم لقلنا لهم: إن العلم لا ينكر الوحي ولا يتضمن العلم نفيا للوحي ولا إنكارا للنبوة, بل على العكس قد فتح العلم بكشوفه الرائعة عن حقائق كانت في طيّ الغيب قربت للعقل إدراك ما كان يظنه مستحيلا أو غير مقبول في تصوره.