{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3] .
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] .
{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281] .
إن قيمة الحياة الإنسانية لا يكون لها معنى إلا في الاعتقاد باليوم الآخر كضرورة دينية وأخلاقية معا، عبر عنها القرآن الكريم في أكثر من آية. وهذا الأمر ليس من مهمة العلم الكشف عنه، وليس من اختصاص العلماء البحث فيه، وإنما هو نور الوحي وهداية الأنبياء؛ لكي يؤمن المرء بعدالة الخالق بين عباده، والتي عبر عنها كثير من الأحاديث الصحيحة حتى إن الله يقتص للشاة الظلفاء من الشاة القرناء. وإذا كان ميزان العدالة قد اهتزّ في يد البشر في حياتهم الدنيا, فإنه غير قابل للخلل في يد الخالق سبحانه، وكل هذه المعارف الدينية لا سبيل إليها إلا بطريق الوحي. فتسكن النفوس من حيرتها وتطمئن القلوب, حيث يجد المظلوم والضعيف والفقير ما وعدهم ربهم حقا في الآخرة كما آمن بمصداقية الوحي فيما أمر به, ونهى عنه في الدنيا.