يعلم أمته مفاتيح القلوب التي تشيع بها المحبة بين المسلمين وينتشر الود والتراحم, فقال -صلى الله عليه وسلم: $"ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله قال: "أفشوا السلام بينكم" "رواه مسلم والترمذي".
والاجتماع البشري لا بد أن ينشأ عنه -ضرورة- اختلاف في الأهواء والرغبات، وتعارض في المصالح، والنفوس البشرية بطبعها فيها حب الأثرة، وحب الرياسة، وحب العلو في الأرض، ومن سنن الله في كونه أن يوجد فيه الشيء وضده، فيوجد الغني وبجانبه الفقير، والصحيح وبجانبه المريض, والضعيف وبجانبه القوي, والعالم والجاهل, وغير ذلك من الأضداد التي تقتضيها سنة التدافع البشري، ولا بد أن تنتج هذه المتضادات اختلافا في الآراء والمقاصد والغايات، وتتعدد وجهات النظر وتتصارع الأفكار، كل فريق يبحث عن مصلحته قبل الفريق الآخر، وهذا أمر واقع ومشاهد في جميع المجتمعات، قد يسميه البعض بصراع الطبقات كما في بعض المذاهب الاقتصادية كالماركسية مثلا، فهو واقع يعيشه المرء. ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا التدافع البشري باعتباره سنة من سنن الله في الاجتماع البشري، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118] .
كما أشار القرآن أيضا إلى أن هذه السنة ماضية في الاجتماع البشري إلى قيام الساعة, تقتضيها طبيعة العمران والاجتماع البشري