خلق الله الإنسان وجعله مفطورا على حب الاجتماع، يألف ويؤلف، وتلتقي كلمة الإنسان مع كلمة الأنس في الاشتقاق اللغوي تأكيدا لهذا المعنى، فلفظ الأنس والإنسان والائتناس بينها تقارب في المعنى والاشتقاق، ويلتقي معهم الفعل أنس ويأنس ويأتنس ولكنها تدور حول معنى الاجتماع البشري الذي يتحقق به وفيه كل هذه المعاني الإنسانية، فحب الاجتماع البشري خاصية إنسانية؛ ولهذا نجد علماء الاجتماع يعرفون الإنسان بأنه كائن اجتماعي.
ونزلت الأديان السماوية لتثبت بمبادئها هذا المعنى النبيل وتعمل على تنميته وشيوعه بين بني البشر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] .
وفي الآثار النبوية: "إن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" "رواه مسلم" و "المؤمن إلف مألوف, ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان حريصا على أن