عن أميته الدينية، وقد يحسن الظن بمن يخاطبه إعلاميا فيقع حديثه من النفس موقع القبول والرضى, ولقد شاهدنا وسمعنا خلال أجهزة الإعلام المرئية من يخاطب المجتمع قائلا: إن حجاب المرأة رمز للتخلف ودليل على التأخر، وشاهدنا وسمعنا من يقول: إن عدم مساواة المرأة بالرجل في الميراث ظلم يجب التخلص منه.
ومما يدعو إلى الأسى حقا أن أصحاب هذه الآراء يظهرون في التلفاز على أنهم رواد حركة التنوير وحملة المشاعل ورموز التقدم:
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
إن القضية جد خطيرة، وتنذر سحائبها بما هو أخطر خاصة في هذه المرحلة التاريخية التي يعيش فيها المسلمون, حالة الضعف والهزيمة النفسية التي تتمثل في التبعية المطلقة للغرب، والتنادي بها والتنافس المحموم في السعي إليها.
إن طرح هذه القضية للمناقشة -علاقة الوحي بالواقع- وافد إلينا من الغرب ضمن الأفكار الوافدة مع عقلية المستغربين الذين يحاولون جذب الواقع الإسلامي إلى الغرب فكرا وثقافة. إن القضية لا تنفصل -في أصلها- عن قصة الصراع بين الكنيسة والعلم في أوروبا، إنها إفراز طبيعي لهذه المعركة، لقد أثارت الكنيسة كثيرا من الغبار ضد الوحي، وضد مصدره، وضد عصمته، بل ضد الدين بصفة عامة