وساعد على نمو هذا التيار عند بعض الشباب هذا الفراغ الديني الذي يعيشونه، والأمية الدينية التي تتمثل في جهلهم بالإسلام واحتضانه للعلم وتكريمه للعلماء. ونحن هنا لا نشكك في نوايا أحد فذلك أمر موكول إلى الله, ولكن الذي نؤكد عليه هو فراغ هذا النمط من المعرفة الكاملة بالإسلام، وجهلهم بالمنهج القرآني في تحصيل المعرفة وأهدافها وغاياتها, ولو أنهم صرفوا بعض وقتهم وجهدهم في التعامل مع القرآن ونصوصه بقلب مفتوح وعقل خالٍ من الشكوك والأوهام ليقفوا على أهمية العلم في حياة المسلم, لكان لهم موقف يختلف عن ذلك، بل ربما عادوا باللائمة على أنفسهم إن كانوا منصفين حيث ضيعوا أعمارهم وجهدهم في معارضة الوحي وهم يجهلون مقاصده وأهدافه، فضلا عن جهلهم بنصوصه, وهذا ما صرح به بعضهم في آخر حياته وكتب يعترف نادما على ما ضاع من عمره, وهو يجهل هذه الحقائق الدينية التي نزل به الوحي.

أما النمط الثاني:

فلم يؤت حظا لا من المعرفة بالإسلام ولا من العلم، ولكن هيأت له الظروف الاجتماعية موقعا إعلاميا اتخذه منبرا ينفث خلاله سمومه على المجتمع، ولا شك أن لأجهزة الإعلام دورها المؤثر في تهيئة العقول لتقبل الأفكار والتأثر بها في الحياة الاجتماعية. وتزداد خطورة هذا النمط في التأثير على المجتمع وتقبله لهذه الآراء حين يكون المجتمع أميا لا يقرأ ولا يكتب، فضلا عن أميته الثقافية وفضلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015