الأسباب بالمسبب الأول وهو الله، ودون أن يشرحوا للطلاب أن هذه الأسباب ليست فاعلة ولا مؤثرة بذاتها وإنما هي فاعلة بفعل الله فيها، فهو الذي أودع فيها خاصية التأثير فكانت مؤثرة، وهو الذي جعل المسببات قابلة للأثر فكانت منفعلة بأسبابها، أما أن تدرس هذه العلوم الكونية بمعزل عن روح القرآن فإن ذلك عين العبث بعقول الأمة وضياع للناشئة في متاهات الحيرة وأودية الشكوك والشبهات. إن المنهج الذي تدرس به هذه العلوم الكونية في مؤسساتنا منهج غربي نشأ وتأسس على مبدأ قطع الصلة بين الكون وخالقه، وأن هذا الكون المادي ليس وراءه خالق نبحث عنه أو نؤمن به، وأن محاولة البحث عن الخالق أو مجرد الحديث عنه لون من ألوان الخرافة والجهل، وليس وراء المادة والعلم ما ينبغي أن نتعلق به أو نشغل أنفسنا به. على هذا النحو من بتر الصلة بين الكون والخالق، تأسس المنهج الغربي في دراسة الكون وعلومه، فلماذا الحرص على الأخذ بهذا المنهج في بلادنا؟
ولماذا الحرص على أن نربي عليه أبناءنا؟ ولماذا الإصرار على الالتزام بهذا المنهج الذي يزرع الشكوك ويثير الشبهات أمام الناشئة؟
أليس من الحكمة أن نربي أبناءنا بمنهج نربط به بين الكون, وخالقه لنحقق خلاله هذه الوظائف التي نبهنا إليها القرآن الكريم.