دلائل القدرة والعلم والحكمة والقصد والغاية ليزداد إيمانا على إيمانه إن كان مؤمنا، وليعلم أن هذه المعاني لا يمكن أن تقع مصادفة وبلا قصد ولا غاية من الفاعل الخالق, فيؤمن أن وراءها خالقا قادرا وليعلم أنها {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] .

إن محاربة الإلحاد لا يكفي فيها الوعظ والإرشاد واستعمال العبارات المسيلة للدموع، وإنما ينبغي أن يعيش المسلم لغة عصره وثقافته، فيتخذ من العلم سلاحا يتزود به في مواجهة الإلحاد المتفشي في بؤر كثيرة ومستنقعات عفنة لا سبيل إلى تطهيرها من هذا المرض إلا بسلاح العلم ولغته، والسبيل إلى هذا هو أن تشتمل مناهج الدراسة في مؤسساتنا على هذا الزاد العلمي, وأن يدرس الطلاب هذه العلوم بروح قرآنية تربط بين موضوعات هذه العلوم والغاية منها وأنها لم تخلق عبثا, وأن تربط بينها وبين خالقها من جانب آخر، حتى لا يقع الشباب في أودية الضلال.

وكذلك فمن الضروري أن يقف الشباب على أن هذه المفردات الكونية تحمل معها آثار صفات خالقها فيتحول الكون كله أمام العالم والمتعلم إلى مرآة يقرءون على صفحتها دلائل قدرة الخالق وعلمه وحكمته وإرادته, بالإضافة إلى كون ذلك كله آية دالة على الخالق سبحانه، وليس من الحكمة ولا من الصواب منهجيا أن يدرس الطلاب هذه العلوم بروح إلحادية تقطع صلة الكون بخالقه, وتقف بالطلاب عند مجرد اكتشاف الأسباب المادية دون أن يصلوا هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015