صنعه وهو الشافي لكثير من الأمراض، ووضعوا الكثير من المؤلفات التي حملت معها عجبهم وإيمانهم بحكمة الصانع وإتقان الصنعة في هذه الحشرة الضئيلة، وكذلك الحيوان, كيف يتم تصنيع اللبن واستخراجه من بين فرث ودم سائغا للشاربين.
ألم تشاهد يوما ما حيوانا يداعب طفله الصغير وكيف يحنو عليه، كيف يحمله بين فكيه لينقله من مكان إلى آخر أكثر آمنا ومجلبة للاطمئنان.
ألم تشاهد طيرا وهو يطعم صغيره ويضع حبات الطعام في فيه بطريقة هندسية تلفت النظر؟ إن هذه المظاهر وغيرها كثير لا بد أن تنبه الإنسان ليتساءل حولها: من أودع الرحمة في قلب هذا الحيوان المفترس حتى صار رحيما بطفله؟ من علم الطير كيف يلتقط الغذاء ويختزنه ويحمله من مكان قصي ليضعه في فم طفله؟ من علم طفل الحيوان كيف يلتقط ثدي أمه بطريقة تدل على أنه قد تدرب عليها منذ زمن بعيد؟
إن هذه المشاهدات كلها تحمل معها آثار صانعها وصفاته من الرحمة، والعلم، والحكمة، والقدرة، والإرادة، مما يدل على أن الكون كله مظهر من مظاهر صفات الحق سبحانه. يقول أبو الحسن الأشعري مشيرا إلى هذا المعاني الدقيقة: ويدل ترتيب ذلك على محدث قادر حكيم، من قبل أن ذلك لا يجوز أن يقع باتفاق، فيتم من