قال تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الروم: 9، فاطر: 44] .
{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [يونس: 39] .
وتكرر الأمر بالنظر في عاقبة المكذبين، والمفسدين، والمجرمين؛ ليبين لنا القرآن الكريم أن الظلم والفساد والبغي في الأرض بغير الحق وتكذيب الرسل, كل ذلك وما يترتب من سلوك اجتماعي يتناقض مع أوامر الوحي كان سببا في انهيار الممالك واندثار الحضارات، والعلاقة الثابتة بين استقرار الممالك وسيادة العدل والإنصاف مطردة لا تتخلف أبدا فهي أشبه بالعلاقات السببية الكامنة في الكون الطبيعي, فإذا ما وجد السبب حصلت النتائج سواء كان ذلك على مستوى الكون الطبيعي, أم على مستوى الكون الاجتماعي.
قال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا} [الكهف: 59] فربط سبحانه بين هلاك الأمم وانهيار الممالك والظلم, وكان ضياع العدل وسيادة الظلم سببا طبيعيا في انهيار الملك، ولك أن تتأمل معي أسباب انهيار الملك في تاريخ الأمم الماضية والحاضرة أيضا, وكيف نبه القرآن الكريم إليها وأشار إلى خطورة إهمالها أو غضّ الطرف عنها من قبل المسئولين. ومن أهم هذه الأسباب سيادة الظلم وضياع العدل؛ مما يترتب على ذلك ضياع الحقوق والأمانات