المستشرقين الدفاع عن موقفهم من الإسلام. ولعل الذي يتابع الحركة الثقافية المعاصرة في عالمنا العربي بالذات يجد آراء المستشرقين في الإسلام وفي القرآن والسنة جعلها البعض عناوين لبعض المؤلفات العربية، ولا شك أن خطر هؤلاء على الإسلام أشد وأقسى من خطر المستشرقين أنفسهم؛ لأنهم من أبناء جلدتنا، يعيشون بين ظهورنا بل قد تسنم معظمهم ذرا المؤسسات الثقافية والإعلامية؛ ليجعل منها منبرا لبث أفكاره بين الجمهور، ويجعلها منطلقا للتأثير في سير الحركة الثقافية في البلاد، ويرصد الجوائز المالية لتكريم من يسير في ركبه وينهج نهجه, ويجعل فكره ورأيه مبدأ ومقياسا للولاء والبراء بين المثقفين.

وهكذا أصبح الإسلام مظلوما بين أهله كما هو مظلوم من أعدائه وخصومه، فلا العلماء به قد مكن لهم الدفاع عنه، ولا أنظمة الحكم في العالم الإسلامي منعوا -بحكم موقعهم- الأقلام المتربصة من النيل منه.

وقد يحتجّ هؤلاء على ما يذهبون إليه بأقوال بعض المشتغلين بالعلم ممن يملكون عاطفة التدين وحماسة المتدينين، ولكن ينقصهم الزاد النافع من العلم بمقاصد الشريعة الكلية فيقعون في أخطاء ويفتون بأقوال قد لا تتفق مع روح الشرع، ولكنها من وجهة نظرهم تسد الذرائع وتمنع الفتن من باب أن الوقاية خير من العلاج، فيجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015