وسلامة موسى وغيرهم من الذين يسبح الإعلام بأسمائهم, باسم التنوير وأعلامه.

وفي الحقيقة لقد ظلم هؤلاء وأولئك العلم والدين معا.

لقد ظلموا الدين حين نقلوا إلينا صراع الكنيسة والعلم على أنه صراع بين الدين والعلم؛ ذلك أن الدين الذي بشر به عيسى -عليه السلام- بريء مما فرضته الكنيسة على أتباعها وجعلته دينا لها.

ولو كان عيسى ابن مريم بينهم لأعلن براءته منهم ومن دينهم الذي نسبوه إليه, ولقد توعد القرآن الكريم أمثال هؤلاء في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79] .

وظلموا العلم ثانيا حين قالوا: إن العلم ينفي الدين ويناقضه؛ ذلك أن الأديان السماوية الصحيحة كلها حق, والعلم الصحيح في ذاته حق, ومحال أن ينفي حق حقا آخر أو يعارضه.

كما ظلموا الإسلام ثالثا حين أقحموه في هذه المعركة وجعلوه مثل الكنيسة دون أن يفرقوا بين الإسلام واحتضانه للعلماء ودعوته للعلم, والكنيسة وموقفها الرافض للعلم المحارب للعلماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015