قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118] . وهذا أيضا قد أكده الواقع الاجتماعي للأمم والشعوب.
فهناك أصحاب النفوس الفرعونية الذين لا يرضون من الغير إلا الخضوع المُطلق, والاستسلام التام, فلا يرى أتباعه إلا ما يرى هو ولا يحسنون إلا ما جعله لهم حسنا ولا يقبحون إلا ما يراه هو قبيحا, رافعا شعار السياسة الفرعونية {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [غافر: 29] .
وهناك أنماط من البشر يحبون المال حبا جما بحيث يكون جمع المال, واكتنازه من أي طريق كان هدفا مقصودا لهم وغاية منشودة، بحيث يصير المال هو إلههم ومعبودهم.
وهناك نمط من البشر وصفه القرآن الكريم بأنه: {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} .
وهناك من يطغى أن رآه استغنى, وهناك ... وهناك. وكل هذه النماذج البشرية إذا جاءها الوحي بما يعارض أهواءها رفعت شعار الرفض والمعارضة، فإذا أضفت إلى هذه النماذج ما تجده في نفوس بني آدم من حب التعصب للجنس أو اللون أو المذهب والقبيلة أدركت الصعوبات التي واجهها الأنبياء من أصحاب هذه الأهواء. فإن شأن أهل الأهواء في كل عصر معارضة أصحاب المبادئ