ومعاندتهم, فضلا عن معارضتهم لأوامر الوحي ونواهيه مع الأنبياء والمُرسلين، ومن المفيد أن نسجل هنا في هذه العجالة بعض المُلاحظات التي تستوقف الباحث في تاريخ العلاقة بين الوحي والإنسان:

1- المُلاحظة الأولى:

إن الأنماط البشرية التي عارضت الأنبياء والمُرسلين فيما مضى هي نفس النماذج البشرية التي عارضت مبادئ الإصلاح ورفضت الدعوات الإصلاحية في العصور التالية على يد ورثة الأنبياء من الدعاة والمصلحين. وهؤلاء المعارضون للوحي صنفان من الناس:

أ- أهل الأهواء وأصحاب العصبيات المختلفة.

ب- أصحاب الملك والسلطان في كل عصر.

أ- ولقد ساق القرآن الكريم أمثلة ونماذج من الصنف الأول الذين آثروا اتباع الهوى والتعصب له، على دعوة الحق والانصياع لما جاء به الوحي، وحين تستقرئ ما قصه القرآن عن هذه النماذج وعن الأسباب التي عارضوا الرسل من أجلها تجد بينهم شبه اتفاق على هذه الأسباب التي جسدها القرآن في متابعة الآباء وتقليدهم.

قال تعالى حاكيا عن قوم هود: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015