ويرجعون متأسفين لما يفوتهم، قال: هذا وأشباهه منامات من فسد دماغه، واحترقت أخلاطه (?).
والفرقة الثانية منهم وهم الكيسانية: وهي إحدى عشرة فرقة؛ وإنما سموا كيسانية لأن المختار الذي خرج وطلب بدم الحسين بن علي، ودعا إلى محمد بن الحنفية، كان يقال له: كيسان، ويقال: إنه مولى لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه.
الفرقة الأولى من الكيسانية: هي الثانية من الرافضة يزعمون أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - نص على إمامة ابنه محمد بن الحنفية، لأنه دفع إليه الراية بالبصرة.
الفرقة الثالثة من الرافضة: هي الثانية من الكيسانية يزعمون أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - نص على إمامة ابنه الحسن بن علي - رضي الله عنه -، وأن الحسن بن علي - رضي الله عنه - نص على إمامة أخيه الحسين بن علي - رضي الله عنه -، وأن الحسين بن علي - رضي الله عنه - نص على إمامة أخيه محمد بن علي - رضي الله عنه - وهو محمد بن الحنفية.
الفرقة الرابعة من الرافضة: هي الثالثة من الكيسانية، وهي الكربية: أصحاب أبي كرب الضرير، يزعمون أن محمد بن الحنفية حي بجبال رضوى، أسد عن يمينه، ونمر عن شماله يحفظانه، يأتيه رزقه غدوة وعشية إلى وقت خروجه، وزعموا أن السبب الذي من أجله صبر على هذا الحال أن يكون مغيباً عن الخلق أن لله تعالى فيه تدبيراً لا يعلمه غيره، ومن القائلين بهذا القول كُثير الشاعر وفي ذلك يقول:
ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر ... وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فيهم زماناً ... برضوى عنده عسل وماء
الفرقة الخامسة من الرافضة: هي الرابعة من الكيسانية يزعمون أن محمد بن الحنفية إنما جعل بجبال رضوى عقوبة لركونه إلى عبد الملك بن مران، وبيعته إياه، ولك أن تتعجب من هذه السخافة، ومن حقد الرافضة على الأمويين.