الجنة ما يصيب الناس من الخير والنعمة والعافية، وأن النار ما يصيب الناس من الشر، واستحلوا المحرمات، من خمر وزنا وغير ذلك.

وفي هذا من الضلال ما تقدم ذكره.

ثامنا: الفرقة الثالثة من الخطابية: زعموا أن كل ما يحدث في قلوبهم وحي وأن كل مؤمن يوحى إليه، مستدلين على باطلهم بقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ} (?) ولم يعتبر الاستثناء في الآية، وهم الفرقة البزيغية من الخطابية، أتباع بزيغ بن موسى، زعموا أن الله هو جعفر بن محمد، وأنه ليس الذي يرون، وزعموا أن منهم من هو خير من جبريل - عليه السلام -، وخير من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وزعموا أنهم يرون أمواتهم بكرة وعشية، وأنهم لا يموتون بل يرفعون إلى الملأ الأعلى.

تاسعا: الفرقة الرابعة من الخطابية: القول بعبادة جعفر بزعم أنه ربهم، والقائلون بهذا هم الفرقة العُميرية، نسبة إلى عمير بن بيان العجلي، أقروا بالموت، ولكن زعموا أنه لا يزال خلف منهم في الأرض أئمة وأنبياء، عبدوا جعفر في خيمة بنوها فوق كناسة بالكوفة، فأخذهم يزيد بن عمر بن هبيرة الوالي على العراق، فقتل عمر بن بيان الكذاب، وحبس بعض الأتباع.

وهذا فيه من الضلال: بعض ما تقدم بيانه.

عاشرا: الفرقة الخامسة من الخطابية، القول بألوهية جعفر بن محمد كما قالت به الفرق الثلاث، السابقة في سابعا، وثامنا، وتاسعا، وخالفوا في أنهم تبرؤا من أبي الخطاب، لأن جعفر بن محمد تبرأ منه، خلط عجيب إله تبرأ من إله.

تحصل مما تقدم أن ستة من الإمامية أخرجوا الأمر من بني هاشم، وادعوه لأنفسهم، مع أنهم يقولون بالنص على ولاية علي - رضي الله عنه -، والستة هم:

عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي، وبيان بن سمعان التميمي، والمغيرة بن سعيد، وأبو منصور، والحسن بن أبي منصور، وأبو الخطاب الأسدي، وزعم أبو الخطاب أنه أفضل من بني هاشم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015