فتبين أن هذه المزاعم كلها مناوأة للإسلام جملة وتفصيلا، وسواء كان الدافع إليها حب الشهرة والسيادة على الناس، وما يتبع ذلك من شهوات الدنيا ومتاعها، أو التكذيب لما جاء به نبينا محمد جملة وتفصيلا، فالنتيجة واحدة ضرب لوحدة الأمة المحمدية التي نسجها العمل بالكتاب والسنة.
الحادي عشر: القول أن روح القدس هو الله - عز وجل -، فكانت هذه الروح في النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم في علي، ثم في الحسن، ثم في الحسين، ثم في علي بن الحسين، ثم في محمد بن علي، ثم في جعفر بن محمد بن علي، ثم في موسى بن جعفر، ثم في علي بن موسى بن جعفر، ثم في محمد بن علي بن موسى، ثم في علي بن محمد بن علي بن موسى، ثم في الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى، ثم في محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي، وهؤلاء آلهة عندهم، كل واحد منهم إله على التناسخ، والإله عندهم يدخل في الهياكل.
الثاني عشر: القول بأن عليا - رضي الله عنه - هو الله - عز وجل -، ويُكذّبون نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم -، ويشتمونه، ويقولون ادعى الأمر لنفسه، وإنما هو لعلي - رضي الله عنه -.
الثالث عشر: القول بأن الله حل في خمسة أشخاص: في النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي علي، وفي الحسن، وفي الحسين، وفي فاطمة - رضي الله عنهم -، فهؤلاء آلهة عندهم، والقائلون بهذا هم أتباع الشريعي، وقد حكي أن الشريعي كان يزعم أن البارئ - جل جلاله - يحل فيه، وخالفوا القائلين بتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وسموا هؤلاء الأشخاص الخمسة، الذين حل فيها الإله حسب زعمهم، خمسة أضداد، فالأضداد أبو بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، وعمرو بن العاص، ومن هنا افترقوا في الأضداد على مقالتين:
زعم بعضهم أن الأضداد محمودة؛ لأنه لا يعرف فضل الأشخاص الخمسة إلا بأضدادها، فهي محمودة من هذا الوجه.
وزعم آخرون أن الأضداد مذمومة، وأنها لا تحمد بحال من الأحوال.
وحكي أن فرقة من الرافضة يقال لهم: النُّميرية أصحاب النميري، يقولون: إن البارئ - عز وجل - كان حالاً في النميري.