سادسا: القول بأن الأئمة أنبياء محدَّثون، ورسل الله وحججه على خلقه، لا يزال منهم رسولان واحد ناطق والآخر صامت، فالناطق محمد - صلى الله عليه وسلم -، والصامت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فهم في الأرض اليوم طاعتهم مفترضة على جميع الخلق، يعلمون ما كان وما هو كائن.
وهذه الفرقة تسمى الخطابية نسبة إلى أبي الخطاب بن أبي زينب، زعم أتباعه أنه نبي، وأن ألرسل فرضوا عليهم طاعته، بل زعموا أنه إلهٌ، وعبدوه، وزعموا أن الأئمة آلهة، وزعموا أن أولاد الحسين - رضي الله عنه - أبناء الله وأحباؤه، ثم زعموا ذلك لأنفسهم، واستدلوا على كذبهم بتأول قول الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (?) فقالوا: المراد نحن، ونحن ولد الحسين، وزعموا أن جعفر بن محمد إلههم، ولكن أبا الخطاب أعظم منه، وأعظم من علي - رضي الله عنه -، ومن الدين عند هؤلاء شهادة الزور لموافقيهم.
قُتل أبو الخطاب الكذاب حينما خرج على أبي جعفر المنصور، قتله عيسى بن موسى، فواعجبا لإله لا يمنع نفسه من الناس.
وهذا فيه من الضلال:
1 - القول بعدم ختم النبوة والرسالة.
2 - القول بألوهية غير الله.
3 - القول بتعدد الآلهة، خلافا لقول الله - عز وجل -: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (?).
سابعا: تولدت من هذه الفرقة الضالة فرق هي:
1 - أتباع معمر من الخطابية، ويسمون المعمرية، أو العمومية، قالوا بعدم الموت، ولكن يرفعون بأبدانهم، وقالوا بأن الدنيا لا تفنى، وافقوا أتباع عبد الله بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، في هذا القول وفي التناسخ، وزعموا أن