وهذا فيه من الضلال:

1 - القول بالتناسخ عقيدة الحلول والاتحاد، لكن الذي حل هنا ليس الخالق بل المخلوق حل في المخلوق.

2 - طلب الدنيا بفساد الاعتقاد، فصاحبُ هذه الفرية ما أراد بها سوى حظ نفسه من الشهرة، وسيادة الأتباع، ولو على ضلال وفساد في الاعتقاد.

رابعا: القول بألوهية غير الله، قال بذلك فرقة تسمى المغيرية نسبة إلى المغيرة بن سعيد، زعموا أنه كان يزعم أنه نبي، وأنه يعلم اسم الله الأعظم، وأنه يحيي الموتى بهذا الاسم، وأنهم يعبدون رجلا من نور له تاج، خلْقه كالرجل وله مثل أعضاء الرجل، تنبع الحكمة من قلبه، وأن عدد أعضائه على عدد حروف أبجد، فالألف قدمه لاعوجاجها، وقال عن حرف الهاء معرضا بالعورة: لو رأيتم موضعها منه لرأيتم أمرا عظيما، وزعم أنه رأى ذلك المعبود، وجاء بأباطيل في حق الله وخلْق الكفار والمؤمنين، وزعم أنه عرض على السماوات والأرض منع علي - رضي الله عنه - فأبين، فعرض على الناس فقام عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فأمره أن يتحمل منعه والغدر به، ففعل أبو بكر، واستدل هذا الكذاب، بقول الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (?) وزعم أن عمر قال لأبي بكر: أنا أعينك على علي لتجعل لي الخلافة بعدك، ويستدل هذا الكذاب بقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (?)، يعني بذلك عمر وأبا بكر، لأن عمر قاده إلى الكفر بإمامة علي، وقال هذا الكذاب بالرجعة، فزعم أن الناس كلهم يرجعون إلى الدنيا، وأن القبور تنشق عنهم، ولذلك كان هذا الكذاب يأمر أتباعه بانتظار محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وذكر لهم أن جبريل وميكائيل عليهما السلام يبايعانه بين الركن والمقام، ويحيي له سبعة عشر رجلاً يعطى كل رجل منهم كذا وكذا حرفاً من الاسم الأعظم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015